+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    38
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12806

    افتراضي الأخلاق... بين الغاية والوسيلة

    الأخلاق... بين الغاية والوسيلة!..

    الامن الاجتماعي وسلامة الفرد في المجتمع، عنوانان يحملان في مضامينهما وتفصيلاتهما ، اجوبة ترسم الخطوط الاستراتجية لقواعد الانضباط الاخلاقي للعلاقات المفروضة بين افراد المجتمع ككل. وعلى هذا قامت سلسلة من التشريعات والقوانين في صلب ومبادى، الرسالات السماوية وتلاها مستوحيا منها وعائدا اليها، كل الايدولوجيات والمذاهب الفلسفية الوضعية.
    ماذا يعني الامن الاجتماعي؟.. هل هو تحصين الناس داخل معسكرات تحيط بها اسوار محمية بكل انواع السلاح؟!
    بالطبع لا.. وليس هذا هو بناء الجواب.
    الامن الاجتماعي يقوم اولا وقبل كل شيء على مبدأ التربية الاخلاقية للفرد وتعليم الضمير عنده بكل مستلزمات الدفاع الذاتي من فعل السوء .. انطلاقا من النفس اولا وليشمل المحيط ثانيا ومن خلال التوافق البيني ، يعم المجتمع بصورة شاملة وكلية.

    من هنا، مثلا، حثت الشرائع السماوية في اوليات تنبهاتها وارشاداتها على امر تهذيب الاخلاق صونا للعلاقات الاجتماعية، ففي المسيحية كما في الاسلام.. كما في اصل الديانة اليهودية.
    ففي المسبحبة الوصايا العشر التي تحث على تربية النفس ذاتيا: لا تقتل ، لا تزني، لا تسرق.. الى بقية الوصايا المعروفة.. حتى ان من التنبيهات والوصايا ان لا تنظر الى زوجة جارك . وهذا قمة في تهذيب النفس والاخلاق ..
    كذلك في الاسلام . والاسلام لم يوصي فحسب، وإنما ذهب الى ابعد من ذلك، إذ وضع حدودا قاسية لمن لا يرتدع بالكلمة الطيبة، فأمر بقطع يد السارق ورجم الزانية والزاني وقتل القاتل.. وصولا الى اعطاء فرصة النظرة الاولى في مسألة كشف العورات، مع الاستفغار وتحريم إمعان النظر في اعراض الآخرين. والسلسلة طويلة في هذا .
    وعندما نفكر في حقيقة الهدف من كل ذلك ، نجد انما الغاية هي سلامة المجتمع والامن الاجتماعي. ويمكنننا هنا ان نسوق الكثير من الشواهد مستمدة من بطون الكتب وعلى السنة كثيرين من الفلاسفة او المنظرين في علم الاخلاق والتربية الاجتماعية. لكن ذلك يحتاج الى وقت وصفحات يهمنا محصلتها النهائية واخذ العبرة والاعتبار من شواهدها.
    ولأن الاخلاق هي العنوان الاول في بناء الامن الاجتماعي ، فهناك مستلزمات لهذه الاخلاق وعناوين وتفريعات يحملها عقل الانسان تحت هذا العنوان، لأنه هو الذي يعطي اوامره للنفس للانطلاق نحو التنفيذ.
    ولكي لا نغرق كثيرا في تفصيلات ومقدمات لهذا الموصوع ويصبح بحثا اكاديميا وليس هنا مجال الحديث بهذه الصيغ، انتقل لاقول : من المسلمات ان المرأة تشكل نصف المجتمع البشري . وهذه مسلـّمة عند كل ذوي العقول.
    ولأن المرأة هي القيـّمة على ادارة شؤون الاسرة بالدرحة الاولى ، وشريكة الرجل في ميادين مختلفة من ميادين الحياة، تقول كل الاولويات بان الحصانة الاولى لسلامة المجتمع ، تنطلق من عندها .. تنطلق منها غرسا في نفوس الاطفال ومتابعة في سلوك الاولاد وتأكيدا في ممارسة ادوار الحياة الباقية وصولا الى مرحلة المماثلة. ( أي مرحلة وصول هؤلاء الاولاد ليصبحوا ابا واما كذلك).
    من هنا نفهم ان الحصانة الاولى هي سلامة المربي الاول وهو الام.. اي حين يتناول الفرد الرضعة الاولى على طريق الحياة.
    وهذه الحصانة انما تكون بتعبئة عقل وفكر هذه المرأة، بالعلم والمعرفة وانواع الثقافات المعبّرة والجامعة لأصناف علوم الحياة.
    مثلان اسوقهما على سبيل التدليل عرفتهما من خلال استفتاءاتي لأخذ شواهد من الحياة الزوجية لموضوع قضايا الزواج التي نتناولها على صفحات هذه المجلة ، هما امرأتان تشابهتا في المنطلقات الاول للحياة.. تخالفتا في مسيرة الحياة .
    كلتاهما رسمت هدفا لها في الحياة.. واحدة امعنت النظر في عواقب الوسائل المؤدية للهدف.. والثانية تطلعت الى الهدف دون النظر الى العواقب بالوصول اليه.
    الثانية تطلعت الى الحياة ، فأقنعت نفسها ان هذه الحياة يجب ان تكون ملكها وان الوصول الى الملكية هو اغماض البصر والبصيرة عن محاسبة النفس فيما تفعل.. بل مطالبتها في ما آلت اليه وحصلت عليه. فأطلقت العنان لنفسها لتحقيق الاهداف وأذنت لأفعالها ان لا تخضع لرقابة عقل او ضمير.. واتخذت من جسدها مطية لتحقيق غاياتها ، فالصدق بمفهومها خذلان للنفس وخدعة يختبىء خلفها العاجز . والعفة والشرف لثام يحجب النور عن الدخول الى قلب الحياة.. والحب مضيعة للوقت ومانع للكسب.. والحنو على الآخرين والرأفة لحالهم استنزاف للطاقة.. والالتزام الديني وممارسة الشعائر جواز مرور الى مملوكات الآخرين واستعمال جيوبهم.. والامتناع عن الحرام تخلي عما في متناول اليد.. والحلال هو كل ما يستطيع الانسان الوصول اليه.. واتباع هوى النفس والانسياق وراء الغرائز والشهوات هو تحقيق للذات.. اما الحياة الزوجية وبناء الاسرة، إنما هي اقنعة لاكتمال الصورة..
    لا اقول هذا على سبيل اطلاق عناوين افتراضية لافعال مرفوضة اخلاقيا... بل هي انسانة تعيش بيننا في مجتمعنا.
    اماالاولى، تطلعت الى الحياة وكانت نقيض الثانية مع انها تملك ذات المواصفات الحسية والرغبات الجسدية والمشاعر الحنينية والطموح المستقبلي والاحلام الرغيدة وأماني النفس الواعدة والآمال الكبيرة.. لكنها قبل كل ذلك سألت نفسها من هي ومن تكون وما الغاية من وجودها.. اطلقت عقلها يبحث لها عن اجوبة لكل تساؤلاتها.. فعرفت دورها في الحياة وحدودها.. واجباتها وحقوقها.. فأنطلقت في بحر الحياة تصارع وتقاوم.. فعلمت ان الانسان يمثل في ذاته وكينونته قيمة لا تــُـلمس بيد ولا تـُـرى ببصر.. إ نما تـُـستشعر يضمير وتــُـنظر ببصيرة ..
    سمعت عويّ الذئاب من حولها والانياب المسننة ، فأوت الى الحصانة الزوجية.. آنست في نفسها القدرة على العطاء فرسمت اهدافا وحددت غايات، تفحصت اسلم الوسائل للوصول الى المبتغى. لم تحط من عزيمتها الصعاب ولم توهنها الابتلاءات حين لم تجد في شريك حياتها ما كانت تأمله.. راحت تناضل للاصلاح بدل الاستسلام والتخلي عن الذات المادية في سبيل الحفاظ على القيمة الانسانية المتمثلة بالقيم الاخلاقية.. لم تصنف نفسها ملاكا، إنما راعت اولويات الحياة.. فكانت السعادة عندها بسمات اطفالها ومراقبة تقدم اعمارهم بفرح .. قابلت الاساءة باحسان لانها آمنت بالانسان واختلاف طبائعه .. لم تسلم نفسها لقمة سائغة لطامع ولم تكن عصا غليظا لمخطىء.. لم تغرها المناصب والمراتب الى حد الانسياق خلفها ولم تمنع نفسها منها ان تطابقت مع قناعاتها.. جعلت من المنطق ميزان عدل في علاقاتها مع الآخرين ومن الحكمة ظابطا لتصرفاتها وافعالها رغبت بما تحصل عليه ولم تحصل على كل ما ترغب به.. بعد عمر من العطاء، فقدت الشريك وقد ارتحل مع افعاله وليست كلها ما يؤنس النفس، فأعملت الصبر معينا على المكاره وآثرت الصوم على املاء البطن بالجيف، أنفت نفسها ان تدفع بالملامة الى نفوس فلذات كبدها، فأعفتهم من اي تساؤل خشية ان تحدثهم نفوسهم بانهم كانوا عقبة في طريق تحقيق امانيها واحلامها. وقناعتها : من قدم ربيع العمر لقاء ابتسامة طفل لن يحرمه اياها ساعة القطاف.. رغبات الذات عندها ليست محصورة في لغة الجسد انما في فرح الروح ...
    وهذا منتهى العصامية.
    التعداد يطول والكلام لا ينتهي.. انما الغاية والرجاء ان نعرف ان الامن الاجتماعي يبدأ منذ الرضعة الاولى... وهذه الرضعة ان كانت من ثدي علم ومعرفة، سلم المجتمع وآمن افراده .. فلو سادت المفسدة في الارض وسيطر فعل السوء من سرقة وقتل وزنى واتيان محارم ، من يامن سلامة فرد او امن مجتمع؟!

     
  2. #2
    امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about امال has a spectacular aura about الصورة الرمزية امال
    تاريخ التسجيل
    16 / 08 / 2005
    الدولة
    مصر__المنصوره
    العمر
    38
    المشاركات
    12,544
    معدل تقييم المستوى
    12806

    افتراضي مشاركة: الأخلاق... بين الغاية والوسيلة

    جزاك الله خير اخى للمرور الطيب
    جعل الله كل حرف كتبته في موازين حسناتك

     

 
+ الرد على الموضوع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

     

مواقع النشر (المفضلة)

مواقع النشر (المفضلة)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك