صداع شديد كاد من شدته أن يفجر رأسي
ثم جاء علي يوم صعب لم يمر على يوم مثله
فاستأذنت أمي وأخبرتها عن عدم رغبتي في الذهاب هذا اليوم
للمدرسة لأني كنت أشعر بالصداع وكانت أمي ترقبني بنظرة لم اعهدها.
وكأنها كانت تخطط لشيء في أعماق نفسها
شيئا ما كان يدور في أعماق تفكيرها كنت لا أعلمه؟
سمعتها تتحدث في الهاتف مع رجل وتقول له:
لحسن الحظ أنها لم تذهب للمدرسة هذا اليوم وسأحضرها لك بنفسي
سمعت الحوار وكدت أن يغمى علي
كيف لأي ام أن تسمح لنفسها بأن تقدم ابنتها على طبق من ذهب لأي رجل ؟
لا حول ولا قوة إلا بالله
وبعد حوالي الساعة رن جرس الهاتف
فأحسست بانقباض لم أعهده في جسدي
ما الذي يخبئه لي القدر؟
تظاهرت بأنى نائمة ولن أصحو مهما يحدث فقد كنت ساعتها أتمنى أن
تعود الساعة للخلف كي أرحل إلى المدرسة وأنجو من هول الموقف الذي أنا مقبلة عليه
فجأة أحسست بأقدام امي تقترب من حجرتي وتناديني
وقالت لي : هل لا زلتي متعبة يا ابنتي؟
فقلت لها: لا يا أمي الأمر مطمئن فقد بدأ الصداع يتلاشى
فقالت لي: عليك بتجهيز نفسك فسوف نذهب في مشوار قريب
قلت لها: هل سيذهب بنا أبي ؟
قالت: لا ولكنه على علم بالمكان الذي سوف نذهب إليه
وقع الخبر علي كالصاعقة
هل يعرف أبي أيضا بذلك ورضي ؟
ماذا أقول وماذا عساي أفعل ؟
أكاد أجن
وأخيرا رضخت لطلب أمي
خرجنا وكان السائق بانتظارنا
لقد كان كل شئ جاهزا وليس هناك مايعيقنا.
كانت الشوارع ولأول مرة على غير عادتها غير مزدحمة.
وصلنا إلى مكان ذلك الرجل وكان قد لبس ملابس بيضاء جميلة
ويجلس بانتظارنا وترك رسالة أن لا يقوم أحد بإزعاجه عند وصولنا.
دخلنا فاستقبلنا بحرارة، ثم قدم لنا العصير
طلب مني أن اقترب منه قليلا وبدأ يسألني بعض الأسئلة
ولا أدري ماذا وضع بالعصير ؟
ومن ثم طلب مني أن أنتقل معه للغرفة الأخري
فخفت وتمسكت بأمي وطلبت من أمي الحضور معنا ولكنها قالت لي:
اذهبي معه وسوف أنتظركما هنا
ثم قال : لا تخافي فسوف لن تشعري بالألم ! سوف أعمل على ذلك
دخلت معه إلى الحجرة
وطلب منى أن أنام على السرير
وبدأت أشعر بأننى أفقد الوعي
لابد أن هذا العصير يحتوى على مخدر ما
ولم أتذكر شيئا بعد ذلك
كل ما أتذكره أنى استيقظت بعد ذلك لأجد لفافة شاش بجانبي عليها بقع من الدم
أصابنى الخوف
ما الذي حدث ؟
لا أتذكر
ثم قال لي : اطمئنى لن تشعري بألم بعد ذلك
سوف يكون الأمر عاديا بالنسبة إليك
ثم خرجت أنا وأمى وذهبنا إلى البيت ودخلت حجرتى مسرعة
كان الألم قد بدأ يعاودنى
فأحسست بصداع شديد
ذهبت إلى أمى وسألتها : ماذا حدث لي يا أمي ؟
أخبرينى .. ماذا فعل بي ذلك الرجل بي ؟
ثم تذكرت قطعة الشاش
ذهبت إلى حجرتى وأحضرتها
ثم فتحتها فوجدت فيها إحدى أسناني الأمامية
فعرفت أننى كنت عند طبيب الأسنان
تعيشوا واكلوا غيرها
كالمعتاد
مواقع النشر (المفضلة)