أريد أن أتحجب
المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار
إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة
التاريخ 21/07/1427هـ
السؤال
أنا فتاة لم أكن متنقبة مما جعلني غير مرتاحة ، فقررت أن أتنقب ولكن مشكلتي الآن أنني أعتبر من الصغيرات في العائلة ، وفوق ذلك لا توجد واحدة من عائلتي تلبس النقاب فهل من الممكن نصيحتي وتشجيعي؟
الجواب
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
الأخت الكريمة:
شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع "الإسلام اليوم"
1-حقاً إن الفتاة سليمة الفطرة إذا لم تكن متحجبة الحجاب الشرعي فإنها تكون غير مرتاحة، وهذا لأن طاعة الله هي التي تجلب الراحة، والطمأنينة، والسعادة، قال الله تعالى: "ألا بذكر الله تطمئن القلوب" [الرعد:28]وقال تعالى: "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" [النمل:97] ، وأنت بارك الله فيك إذا داومت على الطاعات ستجدين الأنس بالله، ولذة طاعة الله أسأل الله أن يرزقك حلاوة الإيمان.
2- أهنئك على هذا القرار المبارك، وهذا يدل إنشاء الله على الصدق مع الله، والعزم الجازم على الاستجابة لأمره أتوجه إلى الله بأسمائه الحسنى أن يجعل هذا القرار مفتاح خير عظيم لك في الدنيا والآخرة.
3- أختي الفاضلة – حرسك الله.
إن أي أمر لم يعتد عليه الإنسان يكون صعباً في أوله لكن ذلك ينتهي عاجلاً – إن شاء الله – مع التمرين والمراس، وتعويد النفس، وأنا أوجهك إلى فعل ما يلي:
أولاً: الدعاء ... عليك بدعاء الله – عز وجل - أن يسهل عليك هذا الأمر، وأن يرزقك الرغبة الصادقة، فيه والثبات عليه، واعلمي أن من استعان بالله صابراً أعانه الله ، والله علمنا أن نستعين به فقال (إياك نعبد وإياك نستعين) [الفاتحة:5]، فعليك بالدعاء بصدق وإلحاح فقولي مثلاً "اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" أحمد (22119) أبو داود (1522)، والنسائي (1303)،"اللهم اهدني ويسر الهدى لي" الترمذي (3551) وأبو داود (1510) وابن ماجة (3830) وأحمد (1997) ، "اللهم اهدني لأحسن الأعمال والأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت" مسلم (771).
ثانياً: تذكري دائماً الأجر العظيم في الحجاب الشرعي، وكيف يفتح الله لك باب الحسنات، وتذكري ثمرة الحجاب في الدنيا: طهارة، وعفاف، وسعادة، وهناء.
ثالثاً: تذكري دائماً أنك لست وحدك على هذا الطريق بل عليه ملايين المسلمات الصالحات في هذا الزمان وفي ما مضى من الأزمنة بل هو طريق أمهات المؤمنين وطريق الصحابيات الجليلات – رضي الله عنهن – وهن اللاتي لما نزلت آية الحجاب شققن مروطهن فاختمرن بها (والمرط: مثل المسفع) فلما خرجن من بيوتهن خرجن كأنهن الغربان من الأكسية (أي: الملابس) انظر أبو داود (4102) فهنيئاً لك حين سلكت طريق الذين أنعم الله عليهم بالهداية طريق الصالحين والصالحات واسمعي الآية التالية: (اهدنا الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعمت عليهم) [الفاتحة:706] [الصراط هو: الطريق] "والذين أنعمت عليهم: هم المذكورون في قوله تعالى: "ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" [النساء:69].
رابعا: تذكري دائماً أن المرأة المتبرجة والمتكشفة مذمومة في الشرع قال النبي – صلى الله عليه وسلم – "شر نسائكم المتبرجات" حديث صحيح رواه البيهقي، وتذكري أن من يعصي الله – عز وجل – معرض لعقابه قال الله – عز وجل - "ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين".
4- أختي الكريمة وفقك الله: لا تبالي بكونك من الصغيرات في العائلة فإن الصغير قد يسبق الكبار إلى الهداية ثم إلى الجنة كما أسلم عدد كبير من الصحابة الصغار – رضوان الله عليهم - قبل آبائهم وأمهاتهم والكبار من أقوامهم، وعليك بالثبات والصبر كما عليك التزام الأدب مع الكبيرات حتى يكن عونا لك ولا يكن ضدك.
5- أختي الفاضلة: ثبتك الله لا تجزعي أنك الوحيدة التي تتحجبين من عائلتك فمعك ملايين المسلمات كما ذكرت لك سابقاً، ثم إنك إن صبرت كنت ممن سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده.
6- وأخيراً هذه وصايا أخرى لك:
- أقبلي على العبادات كقراءة القرآن، والصلاة، والأذكار، يكن ذلك عوناً لك وأنساً.
- عليك بالصاحبات الصالحات، والجليسات التقيات، يكن لك عوناً على الثبات.
- اقرئي الكتب الشرعية المناسبة لك يزيد إيمانك وعلمك.
أسأل الله الكريم العظيم أن يثبتك على الطاعات كلها.
مواقع النشر (المفضلة)