الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد
يا أهل الأسِرّة البيضاء …هنيئاً لكم هذا البلاء …وأبشروا بالشفاء ..أو بمغفرة تغسل الأخطاء ورحمة أعظم من الدواء …لمرض يذهب الكبر والبطر …والعجب والأشر
لأن الرزايا الى الجنة مطايا:والبلايا من الرحمن عطايا ..وإلى رضوانه مطايا ….ابتلاك بالأسقام …ليغسل عنك الآثام ..فافرح لأنه رشحك للعبوديّة ..لأن البلاء طريقة محمديّة
يبتلى الناس الأمثل فالأمثل ..والأفضل فالأفضل ..والأكمل فالأكمل .
و اعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وان هذا المرض الذي أصبت به ليس غضب من الله عليك ولا انتقام منك ولكن ابتلاء من الله عز وجل، وبالإمراض والأسقام يبلغ المؤمن المنزلة العالية عند ربه قال صلى الله عليه وسلم { إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبر حتى يبلغه الله المنزلة التي سبقت له من الله تعالى}.
وبالصبر على المرض يدخل المؤمن الجنة وينجوا من النار قال تعالى (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) [المؤمنون : 111]
ويجب على المؤمن الصبر على البلاء والمرض قال تعالى (واصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) [الأنفال : 46]
والصبر خير لأهله فقد أكد الله عز وجل هذا المعنى بقوله (وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ) [النحل : 126]
وأخبر الله عن نبيه أيوب عليه السلام بقوله (إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) [ص : 44]
والصابر يحبه الله ، قال تعالى (وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )[آل عمران : 146]
ولقد بشر الصابرين بثلاث كل منها خير قال الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) البقرة
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ("وما أعطى أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر" ، وقال موسى صلوات الله وسلامه عليه "اللهم لك الحمد واليك المشتكى وأنت المستعان وبك المستغاث وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك"، والمؤمن مأجور على صبره قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه".
وقال صلى الله عليه وسلم ( "لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يلقى الله وما عليه خطيئة" ، والله عز وجل يستحيي يوم ألقيامه من حساب عبده المؤمن المبتلى" قال الله عز وجل في الحديث القدسي : إذا وجهت إلى عبد من عبيدي مصيبة في بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا أو أنشر له ديوانا".
نسأل الله أن يرزقنا الرضا بالقضاء والصبر على البلاء والشكر عند الرخاء.
بقلم
المعالج بالرقية الشرعية
الشيخ منصور الجهني
مواقع النشر (المفضلة)